Monday, September 24, 2018

" الاثم"

دخل إلى المطعم الذي كان يتناول فيه العشاء كل آن و حين مع زوجته- بوحده ذلك اليوم ليلتقي معها مرة أخرى. هذه المرة سيحدد مصيره مع زوجته التي تخاصمت معه منذ أشهر عندما علمت أنه خانها. 

أتت قبلهُ. كانت جالسة لوحدها في مكانهما المفضل. كانت مبتسمة عندما أطلق زوجها السلام فهي كانت تفكر في حديث بينهما عندما كانا واقعيين في الحب و الغرام و تلك التفاهات. "و عليكم السلام." ثم ضحكت. 

مبتسمة و تضحك؟ هي دائماً هكذا. معه. لا يستطيع التنبأ بما ستقوله أو تفعله. 

"ههههه" نظر إليها و ابتسم كعادته عندما ينظر إليها. "السلام! هذا ما كنت افكر به. هذا ما أردته عندما تزوجتك. و لن انكر أنني قدت تحصلت عليه لمدة من حياتي  و لكن أصبحت لا أدرك ما هو. كل شئ بعالمي أصبح ضجيج. تشوهت أفكاري. مشاعري أصبحت شرسة. أبكي حتى ينهار بدني من البكاء و لا تقدر غددي على إفراز المزيد من الدموع المالحة التي تحرق وجهي و هي تتساقط كالمطر." 
رد عليها و هو متردد: 
"ظننت أنكِ..."
"و أنا أيضاً ظننت الكثير و الكثير بك. و لم يكن ظن السوء. لم يكن إثما. كنت أظن انك تحبني. "
" فعلا أنا أحبك "
قالت و هي متقززة: " و العياذ بالله من حب كهذا. أتعلم أن  ضميري يأنبني لأنني أتحدث معك و أعلم ان هناك امرأة تنتظرك؟" 
" لا تقولي هذا"
" و لما لا؟" 

 ... 
"هههه" تلك الضحكة المستفزة مجددا.  
ثم استمرت:
" تذكرت الآن أول شعر كتبته لك و كم كنت تحب أن أرتله لك. دعني أرتله لك للمرة الأخيرة. "
لم يقل شيئا فهو كان لشوق لسمعها و هي تجعل الكلمات تحرك مشاعره. 
"                 حبيتك

 احببتك و لم اعرف لماذا 
من انت ؟ و ما هذا ؟ 
دخل و أنتشر حبك في قلبي 
و كم من مرة سألت ربي
ان تكون انت رفيق دربي 
احببتك و لم اعرف متى 
و لكن انت ،انت يا فتى 
تتجول في أحلامي 
و في عيناك سكينتي و أماني 
ليتك ثابتاً أبدا في قلبي و دعائي و أحلامي "  
ها هي و كلماتها تأثر فيه من حيث لا يحتسب و تجعله يشعر بالذنب."أسف على كل شئ!"
" لا تتأسف. فقدت كسرت قلبي و خواطري."
" أنا.."
"انت إنسان وقع في حب امرأة أخرى عندما كان يجب عليك ان تستمر في الوقوع في حبي لكي تستكشف أعماقه. جعلت عيناك مكاناً أخاف منه و أتعمد الهروب منه. 
أعترف انك ستبقى ثابتا في قلبي و دعائي و أحلامي و لكن ليس بالطريقة التي تمنيتها."
" لم أقصد..." قطعت جملة أخرى من كلامه الذي لم يتبقى له أي من الاعتبار عندها...
" لا تبالي. لن تراني بعد اليوم إلا بصدفة قد قدّرها ربي. أتمنى لك السعادة معها و بلغها سلامي."  
"و لكن ؟..."
حاولت ان تضحك للمرة الأخيرة و لكن انهارت أمامه بالبكاء و خرجت من المكان التي قسمت أن لن تدخل اليه إلى الأبد. 

No comments:

Post a Comment